تواجه المؤسسات العامة اليوم تحديًا مزدوجًا: الحاجة إلى تسيير الأعمال اليومية بكفاءة، وفي نفس الوقت، ضرورة إحداث تغييرات جذرية وقفزات نوعية لمواكبة التحولات العالمية. إدراكًا لهذا التحدي، تقدمت "تفكير" بعرض فني متكامل لمركز المعلومات والتوثيق بوزارة التربية والتعليم، ليس لتقديم حلول استشارية جاهزة، بل للشروع في رحلة شراكة استراتيجية تهدف إلى بناء استراتيجية قابلة للتحقيق وتأسيس ثقافة مؤسسية قادرة على تنفيذها واستدامتها.
هذا المشروع لا يتعلق فقط بكتابة الوثائق، بل ببناء القدرات، وتوحيد الرؤى، وترجمة الطموحات إلى خارطة طريق عملية. إنه يستند إلى فهم عميق بأن التفويض القانوني للمؤسسة يمنحها "رخصة العمل"، لكن الاستراتيجية والثقافة هما "الروح" التي تمنح هذا العمل معنى وتأثيرًا استثنائيًا.
بطاقة المشروع
- العميل: مركز المعلومات والتوثيق، وزارة التربية والتعليم
- المشروع: تقديم خدمات استشارية وتدريبية لتطوير استراتيجية شاملة للمركز
- الهدف الاستراتيجي: تحديث الخطط، تحقيق تكامل المشاريع، بناء القدرات، وإحداث قفزات نوعية لتحويل المركز إلى مؤسسة رائدة وأكثر تميزًا في قطاع التعليم
أهداف المشروع: خارطة طريق للتميز
تم تحديد مجموعة من الأهداف الطموحة والمترابطة لضمان أن عملية تطوير الاستراتيجية تحقق أثرًا حقيقيًا ومستدامًا:
- تطوير استراتيجية شاملة للمركز مع ربطها باستراتيجية وزارة التربية والتعليم واستراتيجية الحكومة بشكل أشمل.
- بناء استراتيجية واضحة وقابلة للتطبيق، مع التركيز على قدرات التنفيذ والإنجاز من خلال منهجية وآليات إدارة المشاريع.
- جعل عملية بناء الاستراتيجية عملية مستمرة ترتكز على التحول الثقافي المؤسسي وبناء القدرات.
- التركيز على إحداث قفزات نوعية في الأداء وتحول جذري، بحيث تتكامل الخطوات الصغيرة لتخلق أثرًا كبيرًا على مدى زمني ممتد.
ما يميز منهجيتنا: نهج متكامل
تعتمد "تفكير" على منهجية تتميز بالعمق والواقعية، وتتجنب الحلول النظرية المنفصلة عن الواقع:
الفهم العميق أولاً
تركز المنهجية على بناء قدرة المؤسسة على إنتاج المعرفة حول مجال عملها وتكوين فهم وتصورات مشتركة، والانتقال من الجدل إلى الحوار البناء.
الرسالة الملهمة
نعمل على تحويل التفويض القانوني للمؤسسة إلى رسالة سامية وملهمة يؤمن بها فريق العمل، وتكون هي الإجابة الحقيقية عن سؤال "لماذا؟".
التنفيذ الاستراتيجي عبر المشاريع
نميز بوضوح بين التنفيذ التشغيلي اليومي والتنفيذ الاستراتيجي. تتحول الاستراتيجية لدينا إلى مجموعة من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية التي توضع في خارطة طريق، مع تطوير منهجية ومكتب لإدارة هذه المشاريع.
منهجية التحول: رحلة المشروع عبر ثلاث مراحل
المرحلة الأولى: التمهيد والتشخيص العميق
هذه هي مرحلة بناء القاعدة المعرفية المشتركة. لا تقتصر على ورشة عمل عابرة، بل هي دراسة متعمقة للبيئة الداخلية والخارجية للمركز.
أبرز الأنشطة:
- البحث وجمع البيانات ومراجعة الوثائق والخطط الاستراتيجية السابقة.
- ورش عمل تفاعلية مع أصحاب المصلحة لمناقشة التحديات والحلول.
- إجراء دراسات مقارنة معيارية لأفضل الممارسات المحلية والدولية.
- إعداد تقارير تشخيصية شاملة توثق النتائج وتضع توصيات أولية.
المرحلة الثانية: تشكيل الاستراتيجية وصياغة الرؤية
في هذه المرحلة، يتم تحويل البصيرة المكتسبة من التشخيص إلى وجهة واضحة وهوية ملهمة. إنها عملية حوار داخلي عميق وشفاف.
أبرز الأنشطة:
- ورش عمل وجلسات حوار لصياغة "رسالة" ملهمة وقيم مؤسسية.
- إعداد تصورات مفصلة وتقارير ودراسات لبناء "رؤية" مستقبلية طموحة ومبنية على الواقع.
- ترجمة الرؤية إلى "خارطة طريق" عملية مكونة من مبادرات ومشاريع استراتيجية.
- تنظيم برامج تدريبية مصاحبة في التخطيط الاستراتيجي وقيادة التغيير.
المرحلة الثالثة: هندسة التنفيذ الاستراتيجي
تركز هذه المرحلة على بناء القدرة المؤسسية على التنفيذ، لضمان عدم بقاء الاستراتيجية حبرًا على ورق.
أبرز الأنشطة:
- تطوير "منهجية متكاملة لإدارة المشاريع" (تخطيط، تنفيذ، مراقبة، إغلاق).
- تصميم هيكلية ومهام "مكتب إدارة المشاريع (PMO)" ليكون حلقة الوصل بين الإدارة والفرق.
- إعداد أدلة إجراءات ونماذج عمل موحدة لتسهيل ومتابعة تنفيذ المشاريع.
- تقديم دورات تدريبية متقدمة في إدارة المشاريع، إدارة المخاطر، واستخدام الأدوات البرمجية.
المخرجات الاستراتيجية: بناء أصول مستدامة
لم يقتصر المشروع على تقديم تقارير استشارية، بل ركز على تسليم أدوات وقدرات حقيقية ومستدامة للمركز:
فهم مشترك وإرادة جماعية
بناء فهم عميق وموحد للواقع، وإيمان جماعي بالرسالة، وإرادة قوية للتنفيذ.
خطة استراتيجية وخارطة طريق
تحويل الرؤية إلى مبادرات ومشاريع عملية ذات أولويات وجداول زمنية واضحة.
منهجية ومكتب لإدارة المشاريع
إطار عمل منظم ووحدة تنظيمية مركزية لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية بكفاءة.
بناء القدرات والتحول الثقافي
مجموعة متكاملة من البرامج التدريبية التي عززت المهارات وأرست أسس ثقافة جديدة.